قلها أيها الأخ المبارك قوليها أيتها الأخت المباركة ليقولها الصغير والكبير والذكر والأنثى والحاكم والمحكوم كل أحد الأرض اقشعرت والسماء أظلمت وفي البر والبحر فساد ظهر كثرت الفتن وذهبت البركات وقلت الخيرات قست القلوب ضعف الإيمان وقل النصير فتوراً بدء ووهن إلى القلب تسرب فإلى من نشتكي ؟ وإلى من نفر ؟ وإلى من نلجأ؟ إليه نشكو وله نفر وما من ملجأ ولا منجا إلا منه وإليه .
بك استجير ومن يجير سواكا *** فأجر ضعيفاً يحتمي بحماكا
إني ضعيف استعين على قوى *** ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا
أذنبت يا ربي وآذتني ذنوبٌ *** مالها من غافر إلا كا
أنا كنت يا ربي أسير غشاوةٍ *** رانت على قلبي فضل سناكا
واليوم يا ربي مسحت غشاوتي *** وبدأت بالقلب البصير أراكا
يا غافر الذنب العظيم وقابلاً *** للتوب قلب تائبٌ ناجاكا
أترده وترد صادق توبتي *** حاشاكا ترفض تائباً حاشاكا
يا رب جئتك نادماً أبكي على *** ما قدمتهُ يداي لا أتباكا
أخشى من العرض الرهيب عليك يا *** ربي وأخشى منك إذ ألقاكا
يا ربِ عدت إلى رحابك تائباً *** مستسلماً مستمسكاً بعراكا
مالي وما للأغنياء وأنت يا *** رب الغني ولا يحد غناكا
ومالي و ما للأقوياء وأنت يا *** ربي ورب الناس ما أقواكا
مالي وأبواب الملوك وأنت من *** خلق الملوك وقسم الأملاكا
إني أويت لكل مأوى في الحياة *** فما رأيت أعز من مأواكا
وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة *** فلم تجد منجى سوى منجاكا
وبحثت عن سر السعادة جاهداً *** فوجدت هذا السر في تقواكا
فليرض عني الناس أو فليسخطوا *** أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا
أدعوك يا ربي لتغفر حوبتي *** وتعينني وتمدني بهداكا
فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي *** ما خاب يوماً من دعا ورجاكا
هيا أيها التائبون رياح الأسحار تحمل أنيناً وظلمات الليل وضوء النهار ترتفع بأنفاسكم أرفعوا قصص الإعتذار مضمونها يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا ليأتي التوقيع عليها لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين وأعلم أنه من صفا صفي له ومن كدَر كُدِر عليه ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله وإنما يكال للعبد كما كال ومن صحت بدايته صحت نهايته ذكر ابن قدامه في كتابه التوابين، قال