وفي حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { عينان
لا تمسهما النار عين بكت في جوف الليل من خشية الله , وعين باتت تحرس
في سبيل الله تعالى } .
وفي حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { كل
عين باكية يوم القيامة إلا عينا غضت عن محارم الله , وعينا سهرت في
سبيل الله , وعينا يخرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله تعالى }
.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لا يلج - أي لا يدخل -
النار رجل بكى من خشية الله تعالى حتى يعود اللبن في الضرع , ولا
يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم )
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه :( لأن أدمع دمعة من
خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار)
وقال عون بن عبد الله : بلغني أنه لا تصيب دموع الإنسان من خشية
الله مكانا من جسده إلا حرم الله ذلك المكان على النار ,
وكان لصدر رسول الله صلى الله عليه وسلم أزيز كأزيز المرجل من
البكاء أي فوران وغليان كغليان القدر على النار .
وقال الكندي : البكاء من خشية الله تطفئ الدمعة منه أمثال البحار
من النار .
وكان ابن السماك يعاتب نفسه ويقول لها : تقولين قول الزاهدين
وتعملين عمل المنافقين , ومن ذلك الجنة تطلبين أن تدخليها , هيهات
هيهات للجنة قوم آخرون ولهم أعمال غير ما نحن عاملون
وأخرج ابن أبي الدنيا أنه صلى الله عليه وسلم قال : { إذا اقشعر
جسد العبد من مخافة الله عز وجل تحاتت عنه خطاياه كما يتحات عن الشجرة
اليابسة ورقها } .
وقال صلى الله عليه وسلم : { قال الله سبحانه وتعالى : وعزتي لا
أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين , إن أمنني في الدنيا أخفته
يوم القيامة , وإن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة } .
وقال أبو سليمان الداراني : كل قلب ليس فيه خوف الله فهو خراب .
وقد قال تعالى : { فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون
وقال مالك بن دينار : البكاء على الخطيئة يحط الذنوب كما يحط الريح
الورق اليابس .
وقال بعض السلف : لو نودي ليدخل الجنة كل الناس إلا رجلا واحدا
لخشيت أن أكون أنا ذلك الرجل ,
اللهم ثبت قلوبنا على الايمان
اللهم آتنا قلوبآ خاشعة و أعين تدمع من خشيتك ... آمين